تمهيد
وجوه ودودة تتحدث كل اللغات
يعني ذلك الصداقة والتعاطف والموثوقية بكل لغات العالم. إن للبريد الإيطالي جذوره في البلاد حيث شهدت إيطاليا في المقام الأول الهجرة الجماعية لمواطنيها وألم الانفصال عن الأسرة والأحباب. وظهر الدور الذي يلعبه ساعي البريد بصفته حلقة الوصل بين القارات بالنسبة للآلاف من الأسر وذلك لمدة عقود إذ كان الدور الذي يلعبه ساعي البريد بمثابة شعلة الضوء المضيئة وسط الظلام.
وتعي أجيال من الإيطاليين تلك القصة . حيث أنها محفورة بعمق في الذاكرة الجماعية للأمة، وكان البريد الإيطالي دائما جزءا لا يتجزأ من تلك القصة. حيث استطاع الإيطاليون مشاركة قصصهم ومخاوفهم وتهانيهم من خلال البريد الإيطالي وتمثلت مهمة البريد الإيطالي عبر شبه الجزيرة في توحيد أقطار شبه الجزيرة والتقريب بين الأفراد.
ويدفع عالم اليوم إيطاليا وبقية بلدان العالم نحو الحقبة الرقمية، ومن ثم يلزم على البريد الإيطالي إعادة النظر في المهمة التي يقوم بها وفي القيم التي تحكمه إذ ينبغي على البريد الإيطالي تقديم خدماته للأعداد المتزايدة من العملاء الأجانب نظرا لأن أعداد هؤلاء العملاء قد تجاوزت (5) مليون عميل. ويعيش هؤلاء العملاء اليوم في ظروف مماثلة لتلك التي عاشها المهاجرون الإيطاليون بالأمس. فعلى الرغم من نمو وتطور خدمات شبكة الإنترنت والهواتف الذكية وانخفاض تكلفة السفر بالطيران ووجود التليفزيون، لا تزال المسافات حصنا منيعا ولاسيما عندما لا يتحدث أحد لغتك. وبالتالي تصبح الفجوة التي تفصلك عن منزلك أمرا لا يمكنك تحمله.
ولذلك السبب فعلى الرغم من ظهور الوسائل التكنولوجية الجديدة المدمجة ضمن منهجية عمل البريد الإيطالي، فإن الفرصة للتواصل البشري غالبا ما تكون أكثر أهمية من كفاءة تكنولوجيا المعلومات. ويقام البريد الإيطالي اليوم على ماضي بلد تتطلع إلى المستقبل يقوم على أساس وجود مجتمع يتعلم كيف يحترم ما يتوافر لديه من إمكانيات وقدرات.
لا تخاف من التحدث بصوت مرتفع؛ فهناك أفراد يبدو على وجوههم الود يتحدثون لغتك وسيكون حديثك مفهوما.